اليوم
زعيم شرقي مستبد يغزو دولة ذات سيادة مخترقا بذلك المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة.
التي تنص على سيادة الدول منظمة عصبة الأمم لم تستطع منع الحرب العالمية الثانية،
التاريخ اليوم يكرر نفسه، الأمم المتحدة التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية،
سيسجل التاريخ أنها لم تستطع منع بوتين من غزو أوكرانيا. أو غزو دول أخرى منذ
مجيئه للحكم مستخدما أساليبه الدموية ومعليا شعار القوة لفرض الإرادة. بوتين
ومجموعة أخرى من الدول يشكلون حلفا هو حلف الاستبداد الشرقي، روسيا هي رأس حربته
السياسية فيما الصين تشكل رأس حربَته الاقتصادية. والتابعين الصغار يشكلون رؤية
مختلفة للعالم. هؤلاء هم: إضافة إلى الدولتين صاحبتا الفيتو، إيران وكوريا الشمالية!
كلها دول عدوانية قائمة على إيديولوجيات دينية وشيوعية متطرفة بعضها يمتلك السلاح
النووي بعضها يسعى بجنون لذلك. هؤلاء كلهم هم الوبال على مستقبل العالم اليوم. هذا
الاستبداد الشرقي انهزم في جبهة الأفكار و الاستراتيجيا، مرات عدة أهمها بعد سقوط
جدار برلين. لكن رغم ذلك مازال الاستبداد قائما وكأنه أمر طبيعي وكوني أن يظل
النقيض حيا، كي يستمر الجدل التاريخي وتتحرك عجلة التاريخ، أي كلما انهزم الاستبداد،
عاد في شكل جديد وكأن جدلية هيجل لا تنتهي، وكأن أطروحة فوكو ياما حول نهاية
التاريخ غير صحيحة. اليوم ما يقع ليس عودة الاستبداد، بل هو تحول هذا الاستبداد
الى حلف جهنمي يسعى بكل قوة لقلب النظام الكوني وتأسيس نظام جديد. لكن سيحدث
الكثير من القتل الممنهج ليموت الاستبداد وتموت بذلك أطروحته. تناقضات ما بعد
الحرب الباردة، تحتاج التسوية، الغرب كما يسميه الروس ويقصدون بذلك النظام الدولي
كله، يسعى نحو أممية ليبرالية، تؤسس لعالم متكامل ومندمج ومزدهر، الروس استفادوا
بدورهم من الأممية الرأسمالية، التي هي جزء من هذه الأممية على المستوى الاقتصادي،
لكن على المستوى السياسي والثقافي يرفضون الليبرالية جملة وتفصيلا، ويفضلون
الاستبداد الشرقي، القائم على القوة والهيمنة، لأن الديموقراطية تضعف هذه الأنظمة
وتجعلها غير قادرة على الوقوف ندا للديموقراطيات العريقة، حتى أن النخب الشرقية،
تعطي الأولوية للتنمية الاقتصادية على التحول السياسي والثقافي، كل دول ما كان
يسمى ب " عدم الانحياز" زيادة على الصين وروسيا، وبعض " الأنظمة
المارقة". تنتمي لفلك الاستبداد. بوتين اليوم، يفعل هذه الرؤية على المستوى
العسكري، ويحاول زعزعة النظام الدولي. هذه ه غاياته البعيدة ولو إدعى أنه يريد
فقطط تصويب الموقف الأوكراني ومنعها من الانضمام للناتو.
mardi 22 mars 2022
سرطان الاستبداد الشرقي الذي لم تقض عليه للهزائم
Inscription à :
Articles (Atom)
التحول الديموقراطي المزمن في سوريا
منذ 2011 حينما خرجت جحافل المتظاهرين في كامل أنحاء سوريا، كان الأمر سهلا في البداية، لأن الفوضى عادة ما تكون سهلة، وتحركت الحرب الأهلية فيما...

-
مدخل: من الحداثة إلى ما بعد الحداثة قبل الخوض في علاقة الدراسات ما بعد الكولونيالية التي ظهرت في السياق الأمريكي وأثرت في تيارات واسعة ...
-
Introduction : La nouvelle institution marocaine de 2011 a défini dans son article 23 la famille ainsi : « La famille fondée sur le l...
-
كلما تقدمنا في الحياة، كلما فهمنا أن السعادة تكمن في التخلي وليس في التملك. لكن حياة الشباب اليوم أصبحت أكثر تعقدا، الكثير من البشر اليوم ...