jeudi 16 septembre 2021

!عطش الإسلاميين الذي لم يرتَوِ

 


عشر سنوات! عمر بكامله وهم في مركز القرار التنفيذي والتشريعي للدولة المغربية. يمارسون كافة الصلاحيات يدبرون الميزانيات، يعينون، ويمارسون الحكم بشكل كامل! دعك من المظالم التي مافتؤوا يصرخون بها لإسكات أفواه من صوت ومن لم يصوت عليهم ! دعك من التحكم والعفاريت والتماسيح!  لقد كانوا يمارسون السلطة الحقيقية. ورغم أنهم بقوا على كراسي الحكم عشر سنوات دون احتساب دخولهم البرلمان منذ سنة 1997 وكذا المجالس المحلية والجهوية. لكن رغم كل ما غنموه فإن عطشهم الشديد للسلطة لم يرتو رغم كل ذلك. لأنهم لم يقبلوا ان يتقاسموا هذه الأخيرة مع أي كان. سواء كان القصر كما يدعون أو الأحزاب السياسية الأخرى. إن القوة التي اكتسحوا بها السلطة هي قوة الايديولوجيا التي نظر لها حسن البنا وسيد قطب وأبو الأعلى المودودي.إن الإسلاميين ملة واحدة رغم إختلاف سبلهم فإن الغاية واحدة وهي تأسيس "دولة الخلافة" أولا وفي المنتهى " أستاذية العالم " بالتعيير الظريف للشيخ المؤسس. لذلك فالمغرب بتاريخه وعاداته وتقاليده لا يتسع لطموحهم. لذلك غيروا التكتيكات لما اصطدموا بالدولة في السبعينات. في الثمانينات انقسموا شيعا، منهم  من بحث عن السلطة لاقناعها بأنهم يرغبون في المشاركة رفضتهم الأحزاب الوطنية فارتموا في حضن حزب صغير هو حزب الخطيب: هو له التنظيم وهم لهم الإيديولوجيا وبدأوا يستفيدون من هامش التحول الديموقراطي الذي فتح في نهاية الألفية الثانية وبداية الألفية الثالثة. لكن الإستراتيجية ظلت هي هي ، لكن التنظير شيء والواقع شيء آخر، لما بدأوا يمارسون السلطة على الكراسي الوثيرة والمكاتب المكيفة والسيارات الفارهة والفيلات الفسيحة والسفريات الطويلة والماركات الغالية وملذات الدنيا الفانية. زاد عطشهم للسلطة كمن يشرب ماء البحر اللجاج! لما وجدوا أمامهم دولة حصينة هم يسمونها جورا " عميقة" لكن هي كذلك بالفعل فكل دولة بالطبع عميقة وإلا لم تكن كذلك. فأعتى الديموقراطيات فيها جانب عميق لا يتغير وهو المؤسسات، كذلك الأمر مع المغرب. لما وجدوا أن التنظير لا يستو مع الواقع لم يستسلموا، لقد حاولوا المواجهة مرحلة بنكيران كانت كلها مواجهة لكن لم تنجح. نهاية تلك المرحلة كانت كلها بكاء وعويل لأنه عملة رائجة في سوق الديماغوجية. مرحلة العثماني. انفصلت القواعد الملتزمة في البداية عن القيادة، هذه الأخيرة التي أدركت أن الأجل قريب فبدأوا يرفلون في نعيم السلطة قبل أن يغادر وها. ولم ينتبهوا مطلقا إلى الوعود التي أطلقوها والمبادئ التي رفعوها انهزموا. انهزموا في معركة تعريب التعليم العلمي. لأن العروبة كانت من بين أسس الأدلوجة الإخوانية. انهزموا في معركة التطبيع مع دولة إسرائيل. لأن البكاء على فلسطين عمود ثان في تلك الأدلوجة. كما إنهزموا أمام قانون تقنين القنب الهندي، لأنه كان بعبعا يلصقونه بحزب الأصالة والمعاصرة فيما مضى  انهزموا أخيرا أمام الأحزاب الوطنية لأن وطن الإخوان من البحر إلى البحر! لما انتهت عهدتا الإخوان، وجاء يوم 8 شتنبر 2021 حُسم الأمر لكن المفاجأة أن الهزيمة كانت كاسحة للتنظيم بطبيعة الحال أما الإيدلوجية الإخوانية فهي خالدة لا تموت. انهزم الحزب لكن بعد حين سيأتي حزب جديد تحت مسمى جديد لكن أهدافه ستظل هي نفس أهداف الإخوان وهي تأسيس دولة دينية تجمع المسلمين وتقود العالمين.

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

التحول الديموقراطي المزمن في سوريا

منذ 2011 حينما خرجت جحافل المتظاهرين في كامل أنحاء سوريا، كان الأمر سهلا في البداية، لأن الفوضى عادة ما تكون سهلة، وتحركت الحرب الأهلية فيما...