رواية النبطي هي رواية كتبها المفكر والروائي المصري يوسف زيدان، صدرت في طبعتها الاولى عن دار الشروق المصرية سنة 2009. وهي رواية عالج فيها الكاتب موضوعا، كالذي عالجه في رواية عزازيل، اذ تطرق الى موضوع تاريخي ارتبط بفترة تاريخية من تاريخ الحضارة العربية الاسلامية، وهي القرن السابع الميلادي، التي شهدت مجموعة من الاحداث التاريخية المهمة، كالصراع الذي كان حول مصر، بين الامبراطورية الرومانية بقيادة هرقل، والامبراطورية الفارسية. وكذلك ظهور الاسلام في شبه الجزيرة العربية. وقد صاغ زيدان هذه الاحداث في قالب روائي متقن، غلبت عليه لغة شاعرية، منحت الرواية جمالية بلاغية وتماسكا لغويا. وتتحدث الرواية عن قصة شابة مصرية قبطية كانت تعيش في قريتها المسماة كفر النملة، مع أمها وأخيها بنيامين، حياة هادئة بسيطة في بيتهم المتواضع وكانت تواضب على حضور الكنيسة مع اهل القرية. وقد كانت لمارية وهي الشخصية الرئيسية في الرواية صديقة اسمها دميانة تزوجت، وتركت مارية وحيدة بدون شخص قريب منها، سوى امها وجارتهم أم نونا. ستتزوج ماريا من تاجر نبطي، وستسافر معه إلى بادية الشام. تاركة وراءها أسرتها وقريتها ومصر التي تشهد صراعا عقائديا وعدم استقرار سياسي. في مستوى آخر من السرد في الرواية ستتحدث مارية عن الرحلة الطويلة التي قطعتها القافلة التي أقلتها الى موطن زوجها سلومة النبطي، الذي كان بمعية أخيه الهودي الأكبر سنا وابنه عميرو، واخوه الاصغر النبطي . خلال الرحلة الطويلة ستكتشف مارية لأول مرة تضاريس الصحراء وستشهد مجموعة من الاحداث. واخيرا ستصل الى موطن زوجها حيث ستقضي عشر سنوات، قبل ان تهاجر مجددا الى مصر بصفة نهائية مع زوجها امتثالا لأوامر عمرو بن العاص. خلال هذه المرحلة ستعيش مارية حياة رتيبة، مع حماتها ام البنون التي تحبها كثيرا، وستشهد نمو القرية من خلال هجرة اليهود اليها. كما ستشهد زواج الشاب عميرو. وستعيش كذلك قلقا ناتجا عن عدم انجابها للأطفال بسب عقم زوجها. وتتحدث الرواية عن فترة تاريخية مهمة هي ظهور الاسلام في الجزيرة العربية. وهو الموضوع المهم في الرواية، كذلك شخصية النبي النبطي الذي كانت له عقيدة خاصة وكان يدعي ان الوحي يأتيه ولا يحب الناس. وهي الشخصية التي ظلت غامضة، ولم يوليها يوسف زيدان الاهمية البالغة، ولم تنطق بالهم الذي كانت تحمله معها. لانها بقيت صامتة ولم تفصح عن ما تكنه داخلها، وربما كان زيدان يريد ان يقول من خلال شخصية النبطي شيئا وأن يوجه رسالة معينة. لكن اكتفى فقط ببعض التلميحات. وربما هذه هي النقطة التي يعيبها النقاد على الرواية، فرغم كثافة اللغة وجماليتها، واختراق زيدان لنفسية مارية ومشاعرها، الا انه لم يوفق في استنطاق النبي النبطي. وهناك ملاحظة مهمة حول احداث الرواية ككل، وهي ارادة زيدان توجيه نقد مبطن الى الاسلام من خلال خطاب النبطي، الا انه لم يتوفق في ذلك ولم وكن له الجراة في ذلك، غم انه اعطى بعض الاشارات والتصريحات بين الحين والاخر. حتى ان خيال زيداز توقف في بادية الشام، في حين كان القارئ ينتظر أن تكوز المدينة او مكة هي مرك الاحداث، لكن ربما زيدان يخشى من ما قد يثيرن ذلك من هجوم، كالذي حصل لرواية « آيات شيطانية »لسلمان رشدي
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
التحول الديموقراطي المزمن في سوريا
منذ 2011 حينما خرجت جحافل المتظاهرين في كامل أنحاء سوريا، كان الأمر سهلا في البداية، لأن الفوضى عادة ما تكون سهلة، وتحركت الحرب الأهلية فيما...

-
مدخل: من الحداثة إلى ما بعد الحداثة قبل الخوض في علاقة الدراسات ما بعد الكولونيالية التي ظهرت في السياق الأمريكي وأثرت في تيارات واسعة ...
-
Introduction : La nouvelle institution marocaine de 2011 a défini dans son article 23 la famille ainsi : « La famille fondée sur le l...
-
كلما تقدمنا في الحياة، كلما فهمنا أن السعادة تكمن في التخلي وليس في التملك. لكن حياة الشباب اليوم أصبحت أكثر تعقدا، الكثير من البشر اليوم ...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire