تختلف
الرؤى حول الإنسان، نجده في النص الديني عبدا، يحوله علم النفس إلى حالة وفي
الجغرافيا يتحول إلى عدد ويدخل ضمن التصور الكلي، وفي علم الاجتماع لا يمكن فصله
عن محيطه، وفي العلوم البيولوجية ندقق في مكوناته وجزيئاته، وفي الحرب نستعين بقوته،
وفي السياسة نحاول مكره، وفي الاقتصاد نقدر قيمته ومقدار استهلاكه العلوم مفككة
للإنسان ولوحدته. لكن الأديان مهتمة بمصيره وبكيفية سلوكه وتصرفه. لكن بعيدا عن كل
هذه التجزيئات. فإن الفلسفة هي من يحمل همه ويبحث عن خلاصه ويتجاوز كل المقاربات
والإبستميات التجزيئية، أو قل يجمع كل تلك المقاربات ليبحث عن الجوهر من وجود
الإنسان وحياته وخلاصه إن الشخص الممارس لفعل التفلسف هو شخص محكوم عليه إلى
النهاية بالقلق، وليس القلق بمفهومه النفسي الذي يحيل على اضطراب عصابي فقط، بل
إنه قلق وجودي يمس فقدان المعنى ذاته، وقد فطن فرويد إلى هذه العلاقة مما جعله
يربطه بفقدان الموضوع أو الشيء. ومادام القلق مرتبطا
بالفقدان في التحليل النفسي فإن القلق في الفلسفة الوجودية مرتبط كذلك بفقدان
الحياة وفقدان المعنى منها بالأساس. إن هذه الحالة أعني الحالة المتسمة بالقلق هي
الحالة الأصيلة للوجود حسب هيدجر.حيث يعي "الدازين" وجوده بما هو موجود. لكن الأهم من ذلك ليس هذا الإدراك فقط المخالف للوجود الزائف المريح بل
إن الأجدر هو البحث عن طريق للخلاص غير ذلك الذي تقترحه علينا الأديان، أو كما
سماه كامو بالانتحار الفلسفي، البحث إذن عن طريق أصيل وذو معنى، وهنا تكمن قيمة الفلسفة
التي تبحث عن الخلاص الأصيل للإنسان فالفيلسوف الأصيل لا تقنعه الأجوبة الجاهزة
ونظام التراتب الإلهي الذي يقضي بأن إلها فوقيا خلق كل شيء وبدأ يراقب وسيحاسب مع
العلم أن الإجابة معروفة من قبله سلفا. إن الفلسفة الوجودية التي تعطي القيمة للفرد كجوهر وتفتح له الباب أمام
حرية مطلقة والتزام بالمقابل حسب سارتر. إن هذه الفلسفة هي الوحيدة فقط القادرة
على تجاوز العذاب السيزيفي الدائم بدل الهرب من الوجود المتمثل في الانتحار وهو
أقرب الحلول وأسهلها.
![]() |
:تفاصيل الأشخاص في اللوحة |
1 : Zénon de Kition ou Zénon d'Élée – 2 : Épicure –
3 : Frédéric II de Mantoue – 4 : Boèce ou Anaximandre ou Empédocle de Milet –5 : Averroès –6 : Pythagore –
7 : Alcibiade ou Alexandre le Grand – 8 : Antisthène ou Xénophon –
9 : Francesco Maria Ier della
Rovere (?) – 10 : Eschine ou Xénophon –
11 : Parménide – 12 : Socrate –
13 : Héraclite (sous les traits de Michel-Ange)
– 14 : Platon tenant
le Timée (sous les traits de Léonard de Vinci, selon la plupart des sources ou
ceux d'Aristote, selon Daniel
Arasse) – 15 : Aristote tenant l’Éthique (sous les traits d'un homme
d'une quarantaine d'années) – 16 : Diogène de Sinope – 17 : Plotin –
18 : Euclide ou Archimède entouré
d'étudiants (sous les traits de Bramante) – 19 : Strabon ou Zoroastre –
20 : Ptolémée – R : Raphaël en Apelle –
21 : Le Sodoma Quentin Augustine (Le Protogène)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire