samedi 3 octobre 2020

أنا والليل وسارتر والمطر

 

"سارتر  "حينما أختار شيئا على الإطلاق فإني أختار الحرية 

في عمق ليل جامد، وبارد تهمس قطرات المطر المزمجرة حينا بغضب، والهادئة حينا آخر. ظلت الحروف تنساب بعفوية متخذة مكانها الأزلي فوق الورقة الإلكترونية عملا بالفريضة الحداثية.مزيد من الشحنات الإيجابية التي تلقتها الذات من بطون كتب تهتف ضجيجا، وخواطر وفلسفات اتخذ الكلام مناحي أخرى أكثر جدية هذه المرة. كانت الذات في لحظة تقبل لواقع جديد واقع كان له أن يختار بين خيارين الأول معروف لأنه مشترك وعام ومريح في نفس اللحظة والثاني مخيف وضار ولا يدخله سوى أصحاب القامات الطويلة. فكان الخيار الحرية حسب تعبير جون بول سارتر حينما قال" :  عند اختيار أي شيء على الإطلاق فإني قبل أي شيء اختار الحرية " عالم الحرية الذي يحمل تناقضا جدليا في جوهره فهو عالم للالتزام الذاتي المجابه لعرف القطيع بعبارة نيتشه وهو سقوط في عالم يطبuه القلق بمفهوم فيلسوف اخر لا يقل ضخامة عن الأول وهو هايدجر.قد أقتل عفوية هذه الورقة بالحمض الفلسفي القاتل دعوني أشفي غليلي في النهل من ينابيع هذه اللحظة الصامتة التي أقسمت جهد أيماني ان أخط فيها كلاما ليس كالأول. كلاما جريئا وخبيثا في عيون البعض وكلاما لا يختلف كثيرا عن إحساس كل إنسان لا يجد كيف يصوغ هذا الأخير جملا وعبارات.كأن اللعنة منعتني من الخلود إلى النوم قبل موعده المحدد كان لزاما كما أشرت أنفا أن اتنسم هذا الفيح العليل الذي ينسدل من النافذة بدون إذن بالدخول هذا الجو الذي لا يكون إلا حينما نذهب إلى عالم اللاشعور مقاتلين نزواتنا الدفينة.قطرات المطر الخفيفة لا تصدر صوتا لكن تغذي عروق الشجر وتذب الحياة في الازهار والورقات التي ستأثث حدائق ربيعنا بعد أيام بالأقحوان الاحمر القاني وبياض النرجس.هذه الليلة التي عمقت فيها علاقتي بالأحياء- الاموات الخالدون في ربوع الكون وعلى صفحات التاريخ إلى الأبد أولئك الذين ظهروا ولم يختفوا كما تختفي رغوة النهر الجاري عند المصب. أولئك وحدهم من يستحقون العشرة والمناجاة أما الرسل البائدة فلا جديد يحملونه إلى البشر غير وهم لست متيقنا أنه مازالت قطرة منه تسري في عروقي.كتب كويلو قائلا قبل شروق الفجر يكون الظلام أكثر سوادا فحينما نقترب من الأمل يكون فقدانه وشيكا فنكاد نلقي بمعاولنا متوقفين عن الحفر، ضربة فأس بقيت ونحصل على الكنز.الحياة والكون والوجود والحرية، مفاهيم لا تأخذ معناها إلا إذا صيغت بحروف ليس من ذهب بل حروف نخطها بصدق نتأمل الحياة ونحس بأننا جزء لا يتجزأ من الكون ظهرنا فيه وسنفنى في كنفه كقطرة ماء حينما تسقط في مجرى نهر، ولا مكان غيره سنسكنه فهو العدم وهو الوجود: يطل هايدجر من جديد. أفقنا المتبقي هو ذلك البعد الأخير وهو الحرية التي من أجلها يجب ان نسلم ذواتنا والحرية لا تكون إلا بالحقيقة التي كتب عنها كيركجارد قائلا:" المسألة هي إيجاد حقيقة صحيحة في نظري، إيجاد الفكرة التي يمكنني أن أعيش وأموت من أجلها ".

 









 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

التحول الديموقراطي المزمن في سوريا

منذ 2011 حينما خرجت جحافل المتظاهرين في كامل أنحاء سوريا، كان الأمر سهلا في البداية، لأن الفوضى عادة ما تكون سهلة، وتحركت الحرب الأهلية فيما...