lundi 12 octobre 2020

النبطي هل هو رسول الإسلام ؟

 

الكاتب يوسف زيدان المزداد بسوهاج بمصر سنة 1958

رواية النبطي هي رواية كتبها المفكر والروائي المصري يوسف زيدان، صدرت في طبعتها الاولى عن دار الشروق المصرية سنة 2009. وهي رواية عالج فيها الكاتب موضوعا، كالذي عالجه في رواية عزازيل، إذ تطرق الى موضوع تاريخي ارتبط بفترة تاريخية من تاريخ الحضارة العربية الاسلامية، وهي القرن السابع الميلادي، التي شهدت مجموعة من الأحداث التاريخية المهمة، كالصراع الذي كان حول مصر، بين الامبراطورية الرومانية بقيادة هرقل، والامبراطورية الفارسية.  وكذلك ظهور الاسلام في شبه الجزيرة العربية. وقد صاغ زيدان هذه الاحداث في قالب روائي متقن، غلبت عليه لغة شاعرية، منحت الرواية جمالية بلاغية وتماسكا لغويا. وتتحدث الرواية عن قصة شابة مصرية قبطية كانت تعيش في قريتها المسماة كفر النملة، مع أمها وأخيها بنيامين، حياة هادئة بسيطة في بيتهم المتواضع وكانت تواظب على حضور الكنيسة مع أهل القرية. وقد كانت لمارية وهي الشخصية الرئيسية في الرواية صديقة إسمها دميانة تزوجت، وتركت مارية وحيدة بدون شخص قريب منها، سوى أمها وجارتهم أم نونا. ستتزوج ماريا من تاجر نبطي، وستسافر معه إلى بادية الشام. تاركة وراءها أسرتها وقريتها ومصر التي تشهد صراعا عقائديا وعدم إستقرار سياسي. في مستوى آخر من السرد في الرواية ستتحدث مارية عن الرحلة الطويلة التي قطعتها القافلة التي أقلتها إلى موطن زوجها سلومة النبطي، الذي كان بمعية أخيه اليهودي الأكبر سنا وإبنه عميرو، وأخوه الأصغر النبطي . خلال الرحلة الطويلة ستكتشف مارية لأول مرة تضاريس الصحراء وستشهد مجموعة من الأحداث. وأخيرا ستصل إلى موطن زوجها حيث ستقضي عشر سنوات، قبل أن تهاجر مجددا إلى مصر بصفة نهائية مع زوجها امتثالا لأوامر عمرو بن العاص. خلال هذه المرحلة ستعيش مارية حياة رتيبة، مع حماتها أم البنون التي تحبها كثيرا، وستشهد نمو القرية من خلال هجرة اليهود إليها. كما ستشهد زواج الشاب عميرو. وستعيش كذلك قلقا ناتجا عن عدم إنجابها للأطفال بسب عقم زوجها. وتتحدث الرواية عن فترة تاريخية مهمة هي ظهور الإسلام في الجزيرة العربية. وهو الموضوع المهم في الرواية، كذلك شخصية النبي النبطي الذي كانت له عقيدة خاصة وكان يدعي أن الوحي يأتيه ولا يحب الناس. وهي الشخصية التي ظلت غامضة، ولم يوليها يوسف زيدان الأهمية البالغة، ولم تنطق بالهم الذي كانت تحمله معها. لأنها بقيت صامتة ولم تفصح عما تكنه داخلها، وربما كان زيدان يريد أن يقول من خلال شخصية النبطي شيئا وأن يوجه رسالة معينة. لكن اكتفى فقط ببعض التلميحات. وربما هذه هي النقطة التي يعيبها النقاد على الرواية، فرغم كثافة اللغة وجماليتها، واختراق زيدان لنفسية مارية ومشاعرها، إلا أنه لم يوفق في استنطاق النبي النبطي. وهناك ملاحظة مهمة حول أحداث الرواية ككل، وهي إرادة زيدان توجيه نقد مبطن إلى الإسلام من خلال خطاب النبطي، إلا أنه لم يتوفق في ذلك ولم تكن له الجرأة في ذلك، رغم أنه أعطى بعض الإشارات والتصريحات بين الحين والاخر. حتى أن خيال زيدان توقف في بادية الشام، في حين كان القارئ ينتظر أن تكون المدينة أو مكة هي مكان الأحداث، لكن ربما زيدان يخشى مما قد يثيره ذلك من هجوم، كالذي حصل لرواية «آيات شيطانية» لسلمان رشدي.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

التحول الديموقراطي المزمن في سوريا

منذ 2011 حينما خرجت جحافل المتظاهرين في كامل أنحاء سوريا، كان الأمر سهلا في البداية، لأن الفوضى عادة ما تكون سهلة، وتحركت الحرب الأهلية فيما...